روايات رعب

رواية ترب اليهود الفصل الثاني

رواية ترب اليهود الفصل الثاني وهنا حسيت بإيد بتلمس إيدي وسمعت صوت همسات أوهمهمات ضعيفة .. وبعدها رُحت لعالم تاني خااااالص.
………………………..
الزمان قبل عشرين سنة من النهاردة ، وعلى صوت أم كلثوم الراقي
“رق الحبيب وواعدني يوم .. وكان له مدة غايب عني
حَرَمت عيني الليل من النوم .. لأجل النهار ما يطمّني”
أنا سواق تاكسي بس مش أي سواق، أنا الشوارع بتحبني،
أه والله ، والحب ده حب متبادل وكلامي ده مش من فراغ
في ليالي الشتاء الباردة وفي الوقت اللي المطر بيضرب فيه الأرض وبيعلن احتلاله للمكان، والناس بتهجر فيه الشوارع وبتتحامى بالبيوت.. بكون أنا الونس اللي الشوارع بتتونس بيه.. أنا الليل والمطر بالنسبة لي عشق، الحب اللي ماعشتهوش ، أنا متجوز أه ، بس مش هَحب حد قد حُبي للمنظر ده ، بفتح الإزاز اللي جنبي فتحة صغيرة واستمتع برذاذ المطر اللي داخلي، وأدفى بدخان سيجارتي، وأدور بعيني على زبون حظه الوحش رماه في الشارع في التوقيت ده بالذات.. التوقيت اللي إجتمع فيه عنف المطر وقسوة الشتا وسواد الليل.. بس أنا أكيد هكون حظه الحلو لو لقاني في ليلة زي دي ، وده لأن أنا الوحيد اللي مابقولش لزبون لأ، رايح مشوار قريب معاك يا باشا، رايح مشوار بعيد تحت امرك يا بيه .. يعني تقدر تقول أنا ببقى العفريت اللي خرج للزبون من المصباح، مكان ما هو عايز يروح أنا ما بعترضش ، وده مش تقليل مني ولا حاجة.. بس أنا عندي مبدأ أن أكل العيش مفهوش تناكة ، وعلى فكرة أنا راجل مُتعلم وتعليم عالي كمان ، بس الشهادات يا إما بنبروزها ونعلقها على الحيطان، يا إما بننساها في درج منسي من ادراج المكتب وتتغلف بخيوط العنكبوت وكأنها عملية تحنيط مُعقدة ، سيبك من كل ده، أنا بحب الليل وزبون الليل، بَحسهُ مختلف مش زي الموظفين اللي بيكونوا مفرهدين ومش طايقين نفسهم ، زبون الليل شبه الليل ، أنيق ورايق، وانا بحب الناس الرايقة.. اللي بتضحك على طول، تصدق تنفع مطلع أغنية، ههههه، ربنا يكرمنا بزبون رايق زيي كده
أهو.. أهو واحد بيشاور للتاكسي بتاعي .. ده راجل أنيق لابس بدلة سودة ومعاه شنطة سامسونايت جلد، واقف وسط المطر بشموخ وكأنه بيتحداه، راجل تلاتيني مُنمق في نفسه برغم المطر اللي غرقه، من الواضح إنه زبون مستريح يعني مش هيتعبني وأنا بحاسبه، ويقعد يفاصل في الأجرة، قربت منه وفتحت الإزاز وقبل ما يقولي هو رايح فين قولتله…
-أركب يا باشا ماتتعبش نفسك بالسؤال، مكان ما إنت رايح أنا هوصلك لو عايز تروح مالطا هوديك، بس دي تبقى برد أوي عليك، دي مش لابسة حاجة ، هههه.
ماردش بس نظرته الجامدة هي اللي ردت،وقالتلي “انت بتستظرف”.. فتح الباب وقعد على الكنبة اللي ورايا، بصتله في المراية وقولتله…
-ايوه اقفل الباب، وأدخل في الدفا، دلوقتي بقى أقدر أسألك انت رايح فين ؟
– مقابر اليهـ.!!!ـود.
-قصدك ترب اليهـ!!!.ـود.
-ايوه ترب اليهـ!!!.ـود.
-إنت عايز تروح يعني عند المساكن اللي جنب ترب اليهـ.!!ـود؟
-لأ.. أنا عايز أروح الترب نفسها.
-الترب نفسها !!.. وأنت رايح هناك ليه يا باشا في الوقت ده؟ ليك حد عزيز عليك ورايح تقرأله الفاتحة.
– اقرأله الفاتحة!! ..أنا مش مسلم أصلاً.
-آسف والله يا باشا، الدين لله والوطن للجميع .. متأخذنيش ماكُنتش أعرف إنك مسيحي.
-أنا مش مسيحي.. وياريت تركز في السواقة وتبطل رغي.
-حاضر يا باشا.
ركزت في السواقة وكملت كلامي مع نفسي لأني مابعرفش اسكت.. لا مسلم ولا مسيحي!، ده يبقى ملحد بقى ولا يكونش يهـ.ـودي ؟.. ما هو عايز يروح ترب اليـ.ـهود، قولت ياعم ريح دماغك ياكش يكون هندوسي أنا مالي، المهم آخُد أجرتي كاملة.. بس إيه ده ، الشبورة غطيت إزاز العربية، أنا مش شايف حاجة، بدأت أمسح الشابورة بمنديل لأن الرؤية بقت مُنعدمة.. وده برغم إني فاتح الشباك اللي جنبي، بصتله في المراية، كان باين عليه التوتر جدًا ، كان بيعرق على الرغم ان الجو تلج، حاطط موبايل على ودنه وده بيقول إنه مرتاح مادياً ، ناس قليلة أوي اللي معاها تليفون محمول، بيتصل بحد بس ماكنش بيتكلم ، ومن الواضح إنه ماكنش فيه رد من الشخص اللي بيتصل بيه، فيرجع يعيد الإتصال تاني في عصبية.. قطعت مُكالماته اللي مابتكملش وقولتله…
-معلش يا باشا افتح إزازك شوية ، لأن النفس بيعمل شابورة جامدة على الإزاز وأنا مش شايف كويس.
بصلي ومن غير ما يتكلم فتح إزاز الشباك اللي جانبه وبدأت الشابورة تهدى شوية بشوية، اتحركت في طريقي لترب اليهـ.ـود خدت طريق مختصر لمنطقة البساتين لأني حافظ المنطقة دي كويس ، الطريق ضلمة والمطر ساعد إن البشر يختفوا نهائيًا من الشوارع ، وفي شوارع غرقت تمامًا والمايّة بقت عالية ومغطية نص عجلات العربيات، كنت ماشي بالراحة عشان مايحصلش عطل في كهربة العربية من بحر المطر اللي انا ماشي فيه.. إحنا خلاص وصلنا لمدخل منطقة البساتين، وباقي حاجة بسيطة ونوصل للنقطة اللي هينزل فيها الزبون ده ، كنت بفكر إيه اللي يخلي واحد يروح مكان زي ده في الجو والتوقيت ده بالذات ، بس شغلت نفسي بنفسي وقولت أنا مالي، بصتله تاني في المراية و قولتله…
-معلش يا باشا، ترب اليهـ.ـود دي منطقة لبش، مقاطيع وتجار مخدرات، وأنا مابحبش أدخل هناك فأنا هنزلك لأقرب مكان ليها وأنت ممكن تاخد باقي الطريق مشي، أنا عارف ان الجو صعب بس غصب عني صدقني.
رد عليا وهو لسه متوتر وحاطط الموبايل على ودنه وقالي…
-ماشي.. ماشي.
وفي اللحظة دي العربية اترزعت بينا جامد ومالت ناحية اليمين ووقفت خالص ،كنت خايف يكون حصل اللي متوقعهُ.. نزلت من العربية كان الشارع ده مافيهوش مايّة كتير لأن منسوب الشارع ده كان أعلى من الشوارع اللي حواليه فكان يعتبر ناشف بصيت على العربية واللي توقعته لقيته، إزاي أنا مخدتش بالي من الحفرة دي؟!.. دي العجلة نزلت فيها وممكن كمان يكون المقص اتقطم، يادي المصيبة السودة.. الراجل نزل من العربية وهو لسه مكمل في محاولاته وحاطط الموبايل على ودنه وقالي…
– في إيه.. إيه اللي حصل؟
– باين وأنا بكلمك مخدتش بالي من النقرة دي ففردة الكاوتش نزلت فيها.
– وبعدين أنا مستعجل.
– معرفش تعالى أرفع معايا نحاول نطلعها.
رد عليا بعجرفة …
– أنا مش فاضي للكلام ده.
رديت عليه بضيق…
– عمومًا أنا كنت هنزلك في أخر الشارع ده، واحنا مش بعيد عنه،تقدر تكمل.
وهنا رد عليه الشخص اللي كان بيتصل بيه فبعد عني كام خطوة وقال…
انت مبتردش عليا ليه؟
-…………..
– ماشي ..عموما أنا قربت أوصل خلاص.
وبعد كلامه ده بدأ يبعد عني وهو بيتحرك ناحية المقابر، ناديت عليه قبل ما يبعد خالص وقولتله …
– الحساب يا باشا إنت نسيتني ولا إيه؟
رجع وهو حاطط الموبايل على ودنه وقالي …
– كام؟
-عشرين جنيه.
طلع فلوس من جيبه وقالي
-خُد خمسين أهي.
– بس أنا مش معايا فكة.
– خلاص مش مشكلة خلي الباقي ليك.
وبدأ يبعد بخطوات سريعة وهو بيتكلم في الموبايل وبعدها أختفى في وسط الضلمة.. المطر كان هدي خالص حاولت أرفع العربية لوحدي ماقدرتش، قولت طب أتصل بالميكانيكي.. بس الوقت متأخر مين هينزل من بيته في الوقت ده ، بقيت واقف مش عارف أعمل إيه؟، فضلت اتلفت على أي بني آدم يساعدني، بس الشوارع فاضية تمامًا.. ولكن ماستمرش الوضع ده كتير وسمعت أذان الفجر.. الله اكبر.. الله اكبر
وبعد دقايق لقيت اتنين شباب خارجين من بيت في الشارع اللي أنا واقف فيه، قولت في نفسي يا فرج الله، قربت منهم وقولت…
-معلش يا شباب ممكن تساعدوني أرفع العربية.
ساعدوني وقدرنا نرفع العربية والحمد لله المقص اللي بيربط العجلات ببعضها كان سليم، شكرتهم وعرفت إنهم كانوا نازلين يصلوا الفجر، قولت الحمد لله ده ترتيب ربنا، صليت معاهم وبعدها اتحركت بالعربية وكنت خلاص تعبت جدًا، قولت كده زي الفل أوي، أنا هروح.. وأنا في طريقي لبيتي اللي في مصر القديمة قابلتني إشارة انا متعود أقف فيها دايمًا ، كُنت بتلفت عليه، مستنيه يظهر، هو أول ما بيشوفني بيجري عليا، لأنه عارف إني مش بكسفه، فبيقابلني وهو مُبتسم، ماعرفش ليه بحبهُ برغم هدومه المتبهدلة ورجليه الحافية وشعره الطويل المنكوش ودقنه السودة اللي وصلت لنص صدره.. مجذوب أو مجنون زي ما بيقولوا عليهم، بس أنا مش بشوفهم مجانين أنا بشوفهم مرضى، الدنيا داست عليهم، بس داست بزيادة، وكلنا الدنيا بتدوس علينا بس بدرجات متفاوتة، ففي اللي عقله بيقدر يتخطى المشكلة أو المصيبة اللي بتحصله، وفيه اللي مابيقدرش وعقله بيفضل دافنهُ في حيز صغير بحجم كارثتهُ أو مصيبتهُ وينفصل عن الواقع تمامًا، وعقله يفضل يدور في وسط الحيز المظلم ده من حياته ، ومايقدرش يخرج منه ابدًا، وهنا تيجي كارثة أكبر وهي التخلي، كل اللي حواليه يتخلوا عنه.. مش قادرين يستحملوه ويتعاملوا مع مشكلته ويقدموله الدعم والعلاج المناسب، ف يرموه في الشارع فتبقى الكارثة كارثتين والوجع أضعاف.. وبعد كله ده ألاقي واحد ساذج يقولي المجانين في نعيم.. وهو لا عاش عشيتهم ولا مر بمعاناتهم ولا حس بالحرب الدايرة ليل نهار جوة عقولهم واللي مابتدوقهمش طعم النوم، وبعد كل ده هتلاقي بعض من الناس اللي حرام نوصفهم بالبشر بيأذوهم سواء جسديًا أو بالتنمر أو بالاستغلال في أغراض تانية، طب ليه مش كفاية اللي هما فيه، قطع أفكاري عداد الإشارة اللي بقى ١٥ ثانية باللون الاحمر، الإشارة قربت تفتح.. يالا يا سميح أظهر.. الإشارة هتفتح قبل ما أديك اللي فيه النصيب ..وفي اللحظة دي ظهر من العدم بابتسامته العريضة، وجيه جري عليا، فتحت الإزاز وقولتله…
-عامل ايه يا سميح في السقعة دي معاك بطانية ولا أجيبلك ؟
سميح لما قرب من العربية ملامحه اتبدلت ووشه انطفى والابتسامة اختفت ، وبغضب قال بطريقته المتلعثمة…
-انت مركب معاك الشيطان ليه؟.. انت مركب معاك الشيطان ليه يا سليم ؟
-شيطان إيه يا سميح؟!.. أنا لوحدي في العربية.
قالي وهو بيبعد عن العربية…
– اطرد الشيطان اللي معاك يا سليم.
رديت عليه بعدم فهم …
– فين الشيطان ده يابني، طب خد الخمسة جنيه.
– مش عايز حاجة، اطرد الشيطان اللي معاك يا سليم، اطرد الشيطان.
اتفتحت الإشارة وأنا واقف سرحان في طريقة سميح الغريبة، وكلامه عن الشيطان اللي راكب معايا، ولأن الطريق كان فاضي، فـ ماكانش في حد واقف ورايا بيضرب كلاكس عشان ينبهني إني واقف في وسط الشارع بدون سبب، انتبهت ان الإشارة اتفتحت من بدري، وفاضل ثواني وتتقفل عليا تاني ..اتحركت بسرعة واتجهت للبيت وأنا قاعد أفكر في كلام سميح، وبعد ما وصلت تحت بيتي ركنت العربية والإزاز واللوك بتاع الأبواب، وبعدها نزلت لفيت على كل الأبواب عشان أطمن إنها مقفولة ، وهنا لمحت حاجة في دواسة الكنبة اللي ورا، لقيت الشنطة السامسونيت الجلد اللي كانت مع الزبون بتاع ترب اليهود، ده شكله نسيها معايا، فتحت الباب وخدت الشنطة وأنا بفكر في كلام سميح عن الشيطان، بس قولت في نفسي مش معقول هتاخد على كلامه.. طلعت شقتي وفتحت الباب لقيت حنان مراتي قاعدة قدام التليفزيون وأول ما شافتني قالت …
-حمد لله على السلامة يا سليم.
-الله يسلمك يا حنان.
-انت هدومك وسخة كده ليه ؟..وإيه الشنطة اللي في إيدك دي؟
-الشنطة دي نسيها زبون كان راكب معايا في التاكسي، أما هدومي فتبهدلت لأن العربية نزلت مني في حفرة على الطريق، فكل الطين اللي كان في العربية اتمسح في الهدوم وأنا بحاول أطلعها.
-طيب أدخل أقلع هدومك وخدلك دش، وقولي صحيح هتعمل إيه في الشنطة دي ؟
-الشنطة دي أنا هطلع بيها بكرة على القسم وأسلمها هناك هما بقى يتصرفوا ويوصلوها لصاحبها.. أنا حاسس إن في حاجة غلط في الشنطة دي، انا هحطها فوق الدولاب وأوعى تُنكشي فيها يا حنان، يا رب تسمعي الكلام لأني عارفك.
-خلاص خلاص، ماتقلقش أدخل أنت خد دش دافئ وانا هحضرلك الأكل.
قلعت هدومي وعلقتها على الشماعة ودخلت الحمام
………………………..
سليم دخل ياخد دش وأنا اتحركت على المطبخ عشان أحضر الأكل، كنت بقطع الطماطم عشان أعمله السلطة اللي بيحبها وفضلت أفكر في حكاية الشنطة ، هي الشنطة دي في حد نسيها معاه فعلاً ولا هو مخبي حاجة عليا، طب هو ليه مُصر إني مافتحهاش، خايف من إيه و مش عايزني أعرفه ؟
يكونش دي العلامة اللي البت هند جارتي قالتلي عليها لما قراتلي الفنجان وحذرتني إني أخلي بالي على سليم.. مش يمكن تكون الشنطة اللي لقاها دي فيها فلوس ومش عايز يعرفني لانه ناوي يتجوز عليا عشان موضوع الخلفة ..ما أنا حملي مابيكملش وكل ما أبقى حامل يعدي أول أربع شهور ويحصلي نزيف وإجهاض، والدكاترة قالوا أن عندي مشكلة ومفيش أمل أن حملي يكمل ، اااااااه .. السكينة عورت إيدي، هروح على أوضة النوم اجيب قماشة توقف النزيف.. فتحت الدولاب وخدت حتة قماشة بيضة ولفيت بيها الجرح وأنا ببص على الشنطة، الفضول كان بينهش جسمي وماكُنتش قادرة أسيطر عليه، شديت كرسي التسريحة وطلعت عليه، مسكت الشنطة بالراحة عشان سليم مايسمعنيش، ونزلت بهدوء حطيتها على السرير ورجعت اتسحبت ناحية الحمام عشان أشوف سليم لسه مشغل المايه ولا خلص، لقيت صوت المايه لسه شغال، قولت تمام رجعت بسرعة وأنا ماشية على طراطيف صوابعي، مسكت الشنطة وأول ما حركت عداد الأرقام عشان أجرب تجميع الرقم السري إتخضيت،
لأن الشنطة اتفتحت على طول،
بلعت ريقي وفتحتها بالراحة.. لقيت فيها مجموعة أوراق قديمة شبه المخطوطات أو الخرايط وكتاب قديم عليه علامات غريبة، الورق بتاعه لونه اصفر ومكتوب بلغة مش مفهومة، قعدت أفر في أوراق الكتاب كلها، صفحات الكتاب كانت مكتوبة بنفس اللغة الغريبة ديه ، لحد ما وصلت لصفحة كانت باللغة العربية والمكتوب كان…
“طسم.. نون.. حريديم ..حرف.. نحضر ..كدمرام …”
ايه الكلام ده ، بعدت إيدي عن الكتاب بسرعة لأن الجرح اللي في إيدي نزل منه دم ونقط على الصفحة، وهنا لقيت ايد بتتحط على كتفي، شهقت شهقة جامدة حسيت ان قلبي هيقف
يُتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى